البخور

يعرف البخور على أنه مادة عطرية، اشتهر استخدامها في دول الخليج بكثرة، ويتم استيرادها من بلاد بنغلادش، كما تستورد من ماليزيا في شرق أسيا، ومن الهند وإندونيسيا، ويعود أصل هذه المادة العطرية إلى نوع خاص من الأشجار ينمو في المناطق المرتفعة، ومن المتعارف عليه شكلان للبخور، فإمّا أنه عطر يوضع كدهون ويباع جاهزاً على هذه الصورة، ويطلق عليه اسم عطر البخور، أو أنه يتم تركيبه وإضافة بعض أنواع الورد والعود المخفف إليه لتكون الرائحة أقوى ومصاحبة لبعض الروائح المميزة.

نشأة البخور

يوجد عوامل خارجية في الطبيعة تساعد على تكون البخور، مثل الحرارة والرطوبة والأمطار، كما للتضاريس الجغرافية دور في تكون البخور، فيتكون على الهضاب غير المنخفضة كثيراً، وعلى الجبال الغير مرتفعة كثيراً، كما ويظهر في أطراف الغابات والأنهار، ولا ننسى ذكر دور بعض الحشرات والميكروبات التي تتواجد في هذه المناطق تحديدا وتساعد في تشكيل مادة البخور.

مكونات البخور

يتكون البخور من ثلاث مواد أساسية وهي كالتالي: عطر البخور، والذي يباع جاهزا، أو يمكن تحضيره من أنواع مختلفة من الورود والعود والزعفران. دكة البخور أو ما يعرف ببودرة العود، وهي مادة خشبية ناعمة أو أشبه بالناعمة، ولا بدّ أن تكون أكبر من كمية العطر ب4-6 مرات، فيلزمك مثلا عند شراء 5 تولات من عطر البخور، شراء 20-30 تولة من بودرة العود، واحرص عزيزي القارئ عند الشراء على اختيار نوع ناعم من الدكة وذلك لأن لها تأثير كبير على رائحة البخور. طين المادة العطرية، والاسم المتعارف عليه في السوق هو قطع العنبر، وهي مادة عطرية تتخذ شكل الطين وذات لون أسود.

تبخير دهن العود:

تتخذ عملية التبخير عدد من الخطوات نوجزها في التالي: يتم وضع أعواد العود الخام في أشعة الشمس لمدة 48 ساعة؛ وذلك ليسهل تقطيعها فيما بعد يتم تقطيع العيدان بعد وضعها في الشمس الة قطع صغيرة جدا، ومن ثم يتم دقها وطحنها وغربلة الرواسب، وبالتالي تصفيتها. يتم وضع المادة بعد طحنها في أوعية من النحاس تتسع لحوالي 8 كيلو جرام. يتم إضافة الماء الصافي النقي إلى المادة المطحونة، ومن ثم تخميرها لمدة تتراوح ما بين أسبوعين إلى شهر،

بعد هذه المدة ستلاحظ تكون دود أبيض اللون فوق العيدان، وسرعان ما يموت الدود بعد انقضاء مدة تقارب سبعة ايام، وبعد موت الديدان يتم استخراج العود وطحنه علما بأنه كلما زادت فترة التخمير كلما زادت جودة دهن العود،

كما وتزداد نسبة الدهن المستخرج من العيدان كلما مال لونها إلى السواد، أما العيدان البيضاء فيكون الدهن المستخرج منها أقل إلّا أنه يمتاز بقوة الرائحة يتم وضع العود بعد تخميره في الماء في أوعية مضغوطة ومن ثم وضعه على النار،

 

ولا بدّ أن تكون النار عن حرارة الغليان، حتى يتم تقطيره لمدة سبعة أيام واستخراج ما يحتويه من دهن بدرجة أولى. يتم احضار وعاء آخر أصغر حجماً من الوعاء السابق مع وصله بواسطة أنابيب تسمح لانتقال البخار من الوعاء الأول إلى الثاني، وتأخذ هذه العملية مرحلتين، كل مرحلة تحتاج لما يقارب اثنتي عشرة ساعة مع تغيير الوعاء الذي ينتقل إليه البخار المصحوب بالدهن مرات عديدة خلال العملية.

 

تتم تبريد البخار الذي تجمع في الوعاء الصغير، وبالتالي فرز البخار عن قطرات الدهن، وتعرف هذه المرحلة بمرحلة الطبخ، وتأخذ مدة تقارب ثلاث إلى أربع أيام، أما إذا كان العود الخام من النوع الجيد فإنها تأخذ أسبوعاً من الطبخ. يتم استخراج الدهن المقطر من الوعاء بواسطة راحة اليد، ولا بدّ من أن تغسل اليد جيداً ثم يتم إدخالها الوعاء وإخراجها بهدوء بعد أن تحمل قطرات الدهن. تتم عملية فصل قطرات الدهن عن الماء الذي يعلق باليد بواسطة النفخ عليها. يتم تحضير أوعية أخرى يوضع فيها الدهن فقط يتم تصفية الرواسب وتعبئة الدهن في أوعية غير مغطاة ووضعها في الشمس خلال أربع أيام بما يقارب العشر ساعات يوميا.

طريقة تحضير البخور:

تليين قطع من العنبر ليسهل خلطها بالمواد الأخرى تبدأ عملية الخلط، ولا بدّ أن يكون الخلط شيئاً فشيئاً، وبكميات بسيطة، فنخلط شيء بسيط من العطر بمثله من العنبر ومثله من الدكة، ولا بدّ من الدعك جيداً حتى يشمل العطر جميع أجزاء الدكة. تستمر عملية الخلط السابقة لباقي الكمية المتواجدة من العطر والدكة والعنبر، ولا بدّ من التأكد من أن العطر وصل جميع أجزاء الدكة، وللتأكد من ذلك يمكن حرق بعض من الخليط ومن ثم شم رائحته فيما إذا كانت تشبه رائحة خشب محترق أم البخور، وتبعاً لذلك نقرر إذا لزم إضافة بعض العطر أو لا.

تعبئة البخور

بعد الانتهاء من تحضير العجينة يمكن تعبئة البخور، وفي هذه الحالة يوجد خياران فإما أن يتم تعبئته في زجاجات عطر أو في أكياس، وعند التعبئة لا بدّ من اتباع الخطوات التالية: إذابة كمية من السكر مع الماء لتعمل كمادة لاصقة، ويجب مراعاة أن يكون السكر قليلاً حتى لا يؤثر في رائحة العطر. دمج المادة اللاصقة بعجينة البخور تدريجياً وبحذر، مع الخلط بشكل جيد. يتم وضع الخلطة التي تتكون بعد دمجها بالمادة اللاصقة في علب، ويفضل استخدام علب زجاجية حتى تحفظ رائحة البخور لفترة أطول.

استخدامات البخور:

يستخدم البخور بكثرة في دول الخليج، حيث يفضل نوعان منه، الأول نوع عادي يتم استخدامه لتغطية الرائحة المنبعثة بعد الطبخ، والنوع الآخر فاخر وباهظ الثمن يضفي على المنزل رائحة جميلة وجذابة، وعادة ما يتم استخدامه في المناسبات والاحتفالات، أو في حين كان أهل البيت في انتظار بعض الضيوف، ويتم إحراق هذا النوع من البخور على الجمر حتى تنتشر رائحته في أرجاء المنزل، كما ويوجد نوع سبق ذكره وهو ما يستخدم كعجينة توضع في خزائن الملابس لتعطي الملابس رائحة عطرة. كما يمكن إستعمال البخور للتبخير الشخصي مثل بخور الفاتن الذي يتناسب مع كلا من الرجال والنساء ذو رائحة ذكية تدوم طويلا وهو بخور برائحة العود المعروف جدا لدى دول الخليج العربي .

 

 

مميزات البخور:

من مميزات البخور باللون الداكن البني المائل للسمرة، كما وتظهر منه فقاعات دهنية عند اشعاله. من مميزاته أيضا بأنه خالي من التصبغات حيث إنّ التصبغات تغير من رائحته، ولتمييز البخور المصبوغ من غيره، يمكن وضع قطعة صغيرة منه في الماء، وملاحظة لون الماء حيث أن البخور المصبوغ سيصبغ الماء بمجرد وضعه فيه. يميل لون الدخان الناتج عن حرق البخور إلى اللون الأزرق. وتتميز دول الخليج بأنها تستورد أفضل أنواع البخور والتي يتم إنتاجها في الهند وبنغلادش، كما وتصنع في دول شرق آسيا وافريقيا، وقد يبدو غريباً أنّ عود البخور ينتج بسبب بعض الأمراض التي تصيب أنواع من النباتات فتجعل لها رائحة جميلة عند حرقها.

أنواع البخور

 

 

1- العود الأزرق: 

 

 

 

وهو عبارة عن قطع سوداء ثقيلة الوزن، يطلق عليه اسم “الدبل سوبر”، ويعد العود الأزرق من أجود أنواع العود وأغلاها ثمناً، ويتميز بعدم تقطيره للدهن.

 

2- عود الصندل: 

 

يستخرج من أشجار الصندل المنتشرة في الهند و جنوب شرق آسيا، حيث يستخرج من لحائها زيت، ليصنّع بخور العود منها.

3- العود الكمبودي:

 

ويطلق عليه اسم “السوبر”، ويكون أقل سواداً من خشب العود الأزرق، ويميل لونه إلى البني أكثر من السواد. يعتبر العود الكمبودي من الأصناف النادرة، والصعب الحصول عليها، بسبب إجراءات إحضاره من الهند أو لسوء الأوضاع الأمنية في كمبوديا.

 

4- عود كلمنتان:

 

يستورد من غابات جزر إندونيسيا وتسمى مقاطعة كلمنتان الشرقية في جزيرة تاراكان وهي الجزيرة المشتركة مع ماليزيا. يتميز بالرائحة القوية والجميله جدا ولها انتشار وثبات في المكان وفي الملابس.

5- العود الصناعي الفاخر:

ينتشر استخدام هذا النوع بين العامة، حيث يتميز برائحة العود، و اعتدال ثمنه، بحيث يصبح في متناول أغلب الناس، ويعد اختياراً جيداً للضيوف.

 

المراجع:

https://bit.ly/2TDBVS3

 


المزيد من الموضة والجمال

جميع الحقوق محفوظة ⓒ 2020 Designed By MalazMarketing